| عالم المكتبات | مواقف وآراء |
بقلم: محمد حماد*
المكتبة المدرسية كما يدل عليها اسمها، توجد بالمدارس على مختلف مراحلها، وتقوم بتوفير المواد مطبوعة، وغير مطبوعة لمساندة، وإثراء المنهج الدراسي، والأنشطة التربوية، وتقدم خدماتها لأفراد المجتمع المدرسي من طلاب ومعلمين، وتلبي احتياجاتهم من المعلومات، كما تقوم بتدريب الطلاب على استخدام الكتب، واكسابهم المهارات المكتبية ومهارات التعليم الذاتي التي تقودهم إلى التعلم المستمر طوال الحياة.
وتعتبر المكتبة المدرسية عنصرا مهما وحيويا في منظومة التحصيل العلمي، وفي زيادة الخبرات الثقافية لدى الطلبة، وقد ارتبطت المكتبة المدرسية بدعم الأنشطة التعليمية بشكل مباشر، حيث توفر المكتبة المدرسية التعليم عن طريق الخبرة كأفضل أنواع التعليم الذي لم يعد قائما على التلقين فقط، بل على وجود الرغبة الكبيرة في الحصول على المعلومات من مصادره المختلفة، الأمر الذي يجعل التعليم عملية تعلم وبحث ذاتي.
ولأن المتعلم هو حجر الأساس ومحور العملية التعليمية، إضافة إلى أن المعلومات الموجودة في الكتاب المدرسي لم تعد كافية، لذلك أصبحت المكتبة المدرسية مصدرا أساسيا للمعلومات المتعلقة بالموضوعات الدراسية، وأعطت المواد الدراسية وجها آخرشيق ساعد المتعلم على تحصيل المعلومات بشكل ذاتي واستيعاب المعلومات من عدة أبواب.
وتعتبر المكتبة المدرسية في الوقت الحاضر مركزا للتعلم المستمر حيث يستطيع الطالب استخدام مصادرها المختلفة للحصول على المعلومات بهدف القراءة والبحث والاستشارة وغير ذلك من الأنشطة الفكرية والتربوية، وهكذا أصبح الهدف من المكتبة دعم المناهج المدرسية وإثراء التوجهات الثقافية والعلمية ورعاية النمو الاجتماعي لتحقيق العملية التربوية.
وتعد المكتبة المدرسية من أهم مرافق المدارس العصرية وسمة من سماتها، فدورها يتمثل في تقديم الخدمات المكتبية الفعالة والمؤثرة في البرنامج التعليمي للمدرسة لتتماشى والتغيرات العالمية والتكنولوجية الحديثة، فالمناهج المدرسية اليوم أمام تحد صعب هو التقدم المذهل في مصادر المعرفة وطرق تخزينها واسترجاعها، لذا يفترض بها أن تسعى إلى تنمية قدرات المتعلم على التعامل بكفاءة مع مصادر المعلومات لاستثمارها في عملية التعلم والتحصيل، وهذا يقتضي أن لا يحصر الطالب نفسه في نطاق الكتاب المدرسي فقط وإنما تنمية قدراته على التعامل مع مصادر المعلومات، وهوما يستلزم الاعتراف بدور المكتبة المدرسية في العملية التعليمية وإعطائها العناية والمكانة اللازمين للقيام بهذا الدور.
وتشير الدراسات إلى وجود علاقة ايجابية بين المكتبة المدرسية وانجازات الطالب من ناحية الأثر الايجابي لدور المكتبة المدرسية على تحصيل الطلبة من ناحية ، ووجود البرامج القوية في المكتبة المتمثلة بوجود طاقم مؤهل يواكب التطور الهائل في إنتاج المعلومات وتكنولوجيا المعلومات، والنظرة الحديثة في عصر السرعة الفائقة في انتقال المعلومات تؤكد الحاجة الماسة إلى ما يسمى بأخصائي مكتبة المستقبل الذي يتعامل مع أجهزة الحاسوب، وهو الذي يرى المعلومات ولا يلمسها، ويقوم بالاتصال بمختلف شبكات الاتصال الإلكترونية في كافة أنحاء العالم لتجميع المعلومات، وتوفر شبكة من أجهزة الحاسوب التي تربط ما بين المكتبة وقاعات الدراسة والمختبرات، وهذا الربط يسهل على كافة المعنيين الاستفادة من المكتبة المدرسية وخصوصا الطلبة مما يؤثر ايجابيا على تحصيلهم.
كذلك فأن العلاقات التعاونية ما بين المعلم وأمين المكتبة لها اثر كبير في التعلم، من ناحية أن هذا التعاون يساعد المعلم على تخطيط الوحدات التعليمية مما يوفر مصدرا من مصادر النمو المهني للمعلم وهذا ينعكس ايجابيا على تحصيل الطلبة، وهو ما سيوفر للمكتبة المدرسية بيئة غنية تساعد الطلبة على القراءة الحرة والطوعية مما يزيد من قدرتهم على الفهم، كما تنمي المفردات لديهم وتطور قدرتهم على الكتابة وهذا يسهم في زيادة تحصيلهم الدراسي، مما سيساعدهم على إتقان المحتوى الدراسي، كما سيسهم في تطوير مهارات البحث لديهم.
المكتبة المدرسية تزيد من احترام الذات والثقة والاستقلالية عند الطلبة، كما تنمي الشعور بالمسؤولية تجاه تعلمهم.