"حكمة" حمار الحكيم

  | عالم المكتبات | قصاقيص |


كان توفيق الحكيم (١٨٩٨ - ١٩٨٧) أحد أبرز الآدباء العرب الرواد في القرن العشرين، ولد في الاسكندرية وتخرج في مدرسة الحقوق .. وسافر إلي باريس ليستكمل دراسته بها، لكن شغفه بالأدب والفن جعله يتفرغ للتجول بين المتاحف والمسارح ودور الكتب، وعاد من هناك ليعمل وكيلاً للنائب العام في إحدى المدن الصغيرة، ويتفرغ لتأليف المسرحيات التى كان قد بدأه قبل سفره إلى باريس، وخلال سنوات قليلة لمع أسمه بأعتباره أحد الأدباء المجددين في مجالات متعددة، وحين أصدر روايته "عودة الروح" ثم مسرحيته "أهل الكهف" لتكون كلاهما البداية الحقيقية لفن المسرحية والرواية بالمعايير الحديثة، وتتواصل إسهاماته في هذين المجالين، فكتب في القصة القصيرة وفي الفكر، وفي نظرية الأدب .. فضلاً عن كتاباته الصحفية التى حققت له جماهيرية واسعة، وأشتهر بأنه "عدو المرأة" بسبب عزوفه لفترة طويلة عن الزواج.

وتعرض "الحكيم" لحملات عنيفة من النقاد المحافظين الذين أعتبروا تجديده محاولة لهدم الأدب العربى التقليدى .. ومن المحدثين الذين كانوا يتهمونه بأنه يعيش في برج عاجى، ويعزف بنفسه عن الخوض في المشاكل العامة ويروج لنظرية "لأدب للأدب" في مقابل نظرية "الأدب للمجتمع"!

في شبابه قرأ الرئيس "عبد الناصر" رواية "عودة الروح" فتأثر بها بشدة، وفي عام ١٩٥٤ شكي وزير التربية والتعليم من أن مدير دار الكتب "توفيق الحكيم" عاجز عن إدارة الدار، وطلب عزله، فرفض عبد الناصر بشدة .. وبعد عدة سنوات أثارت جريدة "الجمهورية" حملة عنيفة ضد "توفيق الحكيم" وأتهمته بأنه سرق كتابه "حمار الحكيم" من كاتب أسبانى أسمه "خيمنز"** ألف كتابا بعنوان "حمارى وأنا" وحين تصاعدت الحملة .. رد عليها "عبد الناصر" بشكل غير مباشر، فقرر منح "توفيق الحكيم" وسام الآداب والفنون من الطبقة الأولى.

وفي الصورة "توفيق الحكيم" مع حماره .. الذى ألهمه كتابه "حمار الحكيم" فأهداه الكتاب بعبارة "إلى صديقى الذى عاش ومات وما كلمنى .. ولكنه علمنى".. وأفتتحه بعبارة تقول: " قال حمار الحكيم توما: متى ينصفنى الزمان فأركب .. فأنا جاهل بسيط أما صاحبى فجاهل مركب" .. وأضاف: "الجاهل البسيط هو الجاهل الذى يعرف أنه جاهل .. أما الجاهل المركب .. فهو الجاهل الذى يجهل أنه جاهل"!

* نشر بجريدة القاهرة العدد ٤٨٥ - ١١ أغسطس ٢٠٠٩
خيمينيز وكتابه "حمارى وأنا"

** خوان رامون خيمينيز شاعر أسبانى  (٢٣ ديسمبر ١٨٨١ - ٢٩ مايو ١٩٥٨) مؤلف كتاب شعر بعنوان "أنا وبلاتيرو" ، التي تُرجمت أيضًا باسم Platero and Me (بالإسبانية: Platero y yo) وترجمته "حمارى وأنا" ، وهي قصيدة نثر إسبانية من عام 1914 .وهو واحد من أكثر الأعمال شعبية لخيمينيز ، ويدور حول كاتب وحماره المسمى بلاتيرو ("فضي"). يوصف بلاتيرو بأنه "حمار صغير ، حمار ناعم كثيف الشعر: ناعم الملمس لدرجة أنه قد يقال إنه مصنوع من القطن ، بدون عظام، فقط عينيه صلبة مثل جعران بلوريان أسودان، ويظل Platero رمزًا للحنان والنقاء والسذاجة ، ويستخدمه المؤلف كوسيلة للتأمل في مباهج الحياة والذكريات والشخصيات المختلفة وطرق حياتهم. 

وحصل خيمينيز على جائزة نوبل في الأدب عام ١٩٥٦ لشعره الغنائى الذى شكل باللغة الأسبانية مثالاً للروح العالية والنقاء الفنى، ومن إسهامات خيمينيز في الشعر الحديث دفاعه عن مفهوم "الشعر الخالص"
يمكنك قراءة كتاب حمار الحكيم من هنا(بالعربية).
يمكنك قراءة كتاب حمارى وأنا من هنا (بالأسبانية) : هذا الكتاب كان مقرر لتعليم اللغة الأسبانية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

المشاركات الشائعة