| عالم المكتبات | حبيب سلامة |
بقلم: ليلى حبيب – رئيس تحرير مجلة عالم المكتبات
مع مطلع العام الثانى عشر من حياة هذه الصحيفة، فقدت المهنة المكتبية على صعيدها العالمى عامة وفى الوطن العربى خاصة رائد من رواد العمل المكتبى الأستاذ حبيب سلامة صاحب ورئيس تحرير “عالم المكتبات”.
وكان صدور “عالم المكتبات” عام 1958، فتحاً جديداً فى ميدان الصحافة المهنية المتخصصة، وتجربة رائدة فى ميدانها البكر، وجدت التشجيع والمعاونة من العاملين فى حقل الثقافة العربية، وتلقت شهادة التقدير من السيد الرئيس جمال عبد الناصر حين قال: “أن مجلة عالم المكتبات التى تصدر باللغتين العربية والإنجليزية وتهدف إلى تعريف الغرب بتراثنا الشرقى، سيكون لها الأثر العميق فى إعطاء فكرة صحيحة عن نتاجنا الثقافى ونهضتنا العلمية والفنية”.
واستمر حبيب سلامة 12 عاماً مضت يؤدى رسالته فى عالم المكتبات بأخلاص وتفان، ويقدم صورة صادقة عن مدى تطور الخدمات المكتبية فى الوطن العربى بصورة عامة مع الأهتمام بمجالات الخدمة المكتبية وحركة النشر فى جمهوريتنا، وفى ذلك كتبت مجلة اليونيسكو فى تقريرها السنوى الأخير “أن مجلة عالم المكتبات التى تأسست عام 1958، ويصدرها حبيب سلامة من القاهرة، ما زالت المجلة المهنية الوحيدة فى المنطقة – هذه الحقيقة بالإضافة إلى وجود دراسة جامعية فى الوثائق والمكتبات – توصح سبب التقدم البارز للجمهورية العربية المتحدة فى مجال المكتبات عن باقى بلاد المنطقة العربية”.
وفى دار عالم المكتبات أقيم المركز الثقافى لبحوث الكتاب العربى. حيث تولى هذا المركز إصدار عدد سنوى بأسم (الكتاب العربى فى عام) منذ 1960 حتى الآن ونال هذا العمل شهرته فى جميع أنحاء العالم، وأصبح أداة الأختيار الوحيدة للكتاب العربى فى أسواق الكتب العالمية. وكتب عنه فيليب مكنيف مدير مكتبات جامعة هارفارد فى مجلة (المصادر المكتبية والخدمات الفنية)، كتب يقول : “يعتبرصدور الكتاب العربى فى عام، وهو أول قائمة دورية قومية للكتب المنشورة فى ج.ع.م. مع كشافات بأسماء المؤلفين والمترجمين ودليل بأسماء الناشرين العرب، يعتبر خطوة هامة إلى الأمام فى سبيل الأشراف الببليوجرافى. أن زملائنا المكتبيينالمصريين يستحقون التهنئة من أجل هذا المطبوع الذى يصدر كعدد خاص من مجلة “عالم المكتبات”.
وايماناً من الزملاء المكتبيين والناشرين العرب بضرورة استمرار هذا العمل الثقافى الرائد، وحرصاً من التلامذة والأبناء المخلصين وتشجيعاً من المسئولين عن الثقافة والمكتبات فى بلدنا وكل الغيورين على مهنة الكتاب العربى، فقد ققروا جميعاً مشاركتهم فى تحرير وأصدار هذه الصحيفة العلمية المتخصصة وبنفس المنهج الذى تصدر به طوال أحدى عشر عاماً مضت.
هذا وقد شرفنى أختيارى لرئاسة تحرير “عالم المكتبات” خلفاً لأستاذى ووالدى المرحوم حبيب سلامة، وأننى لأنتهز هذه الفرصة لأتقدم نيابة عن أسرة تحرير المجلة بوافر الشكر لكل المتفضلين بمشاركتنا فى مصابنا الفادح، والمتعاونين معنا فى إصدار هذا العدد بما يتضمنه من مقالات ودراسات عن فقيدنا رحمه الله.
وإلى الملتقى – بعون الله – فى بداية عام جديد من حياة عالم المكتبات.