مع عالم المكتبات: مجلة .. ورائد دءوب

| عالم المكتبات | حبيب سلامة | 




بقلممحمد عبد الغنى حسن*


ترجع‭ ‬معرفتى‭ ‬معرفتى‭ ‬بالأستاذ‭ ‬المكتبى‭ ‬الدءوب‭ ‬حبيب‭ ‬سلامة‭ ‬–‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬–‭ ‬إلى‭ ‬أخريات‭ ‬سنة‭ ‬1958‭ ‬وأوائل‭ ‬سنة‭ ‬1959،‭ ‬وهو‭ ‬العام‭ ‬الذى‭ ‬شهد‭ ‬مولد‭ ‬مجلة‭ ‬“عالم‭ ‬المكتبات”‭ ‬فى‭ ‬حقل‭ ‬كاد‭ ‬يكون‭ ‬مجدباً‭ ‬من‭ ‬المجلات‭ ‬التى‭ ‬تخدم‭ ‬الكتاب‭ ‬العربى‭ ‬والقارئ‭ ‬العربى‭. ‬وأقول‭ (‬كاد‭) ‬لأن‭ ‬حقل‭ ‬المعرفة‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬العربى‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مجدباً‭ ‬على‭ ‬أطلاقه‭ ..‬


فقد‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬مجلة‭ ‬“بريد‭ ‬المطبوعات‭ ‬الحديثة”‭ ‬التى‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬حظى‭ ‬أن‭ ‬أتولى‭ ‬أصدارها‭ ‬ورياسة‭ ‬تحريرها،‭ ‬وكانت‭ ‬تستقبل‭ ‬من‭ ‬عمرها‭ ‬العام‭ ‬الثالث،‭ ‬حين‭ ‬كانت‭ ‬مجلة‭ ‬“عالم‭ ‬المكتبات”‭ ‬تستهل‭ ‬حياتها‭ ‬فى‭ ‬الخدمة‭ ‬المكتبية‭ ‬بأول‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أعدادها‭ ‬‮…‬


ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬لم‭ ‬أشعر‭ ‬أنا‭ ‬بالغربة‭ ‬والوحدة‭ ‬فى‭ ‬دنيا‭ ‬خدمة‭ ‬الكتاب،‭ ‬ولم‭ ‬تشعر‭ ‬مجلة‭ ‬“بريد‭ ‬المطبوعات‭ ‬الحديثة”‭ ‬بأنها‭ ‬غريبة‭ ‬أو‭ ‬وحيدة،‭ ‬فقد‭ ‬وجدت‭ ‬لها‭ ‬فة‭ ‬الميدان‭ ‬الرحيب‭ ‬زميلة‭ ‬كريمة،‭ ‬توسع‭ ‬آفاق‭ ‬رسالتها‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬خدمة‭ ‬الكتاب‭ ‬والقارئ‭ ‬والناشر،‭ ‬فتخدم‭ ‬المكتبيين‭ ‬وأمناء‭ ‬المكتبات‭ ‬والوثائقيينوأدلاء‭ ‬المعرفة‭ ‬خدمة‭ ‬نوهت‭ ‬بها‭ ‬وأشارت‭ ‬إليها‭ ‬مجلة‭ ‬اليونسكو‭ ‬للمكتبات‭ ‬قائلة‭: ‬“أن‭ ‬مجلة‭ ‬عالم‭ ‬المكتبات‭ ‬التى‭ ‬تأسست‭ ‬عام‭ ‬1958‭ ‬–‭ ‬ويصدرها‭ ‬حبيب‭ ‬سلامة‭ ‬من‭ ‬القاهرة‭ ‬–‭ ‬مازالت‭ ‬المجلة‭ ‬المهنية‭ ‬الوحيدة‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭. ‬هذه‭ ‬الحقيقة‭ ‬–‭ ‬بالأضافة‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬دراسة‭ ‬جامعية‭ ‬فى‭ ‬الوثائق‭ ‬والمكتبات‭ ‬–‭ ‬توضح‭ ‬سبب‭ ‬التقدم‭ ‬البارز‭ ‬للجمهورية‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬المكتبات‭ ‬عن‭ ‬باقى‭ ‬بلاد‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬‮…‬”


والواقع‭ ‬أن‭ ‬مجلة‭ ‬“عالم‭ ‬المكتبات”‭ ‬قد‭ ‬واتاها‭ ‬الحظ‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬طول‭ ‬عمرها‭ ‬–‭ ‬نسبياً‭ ‬–‭ ‬وتنوعمجالات‭ ‬رسالتها‭ ‬وتحريرها،‭ ‬وأتساع‭ ‬آماد‭ ‬الخدمات‭ ‬التى‭ ‬كرست‭ ‬نفسها‭ ‬لها‭. ‬فقد‭ ‬سبقتها‭ ‬فى‭ ‬الوجود‭ ‬مجلة‭ ‬“الناشر‭ ‬المصرى”‭ ‬التى‭ ‬أصدرها‭ ‬الأتحاد‭ ‬المصرى‭ ‬العام‭ ‬لدور‭ ‬النشر‭ ‬والمكتبات‭ ‬فى‭ ‬يناير‭ ‬سنة‭ ‬1952،‭ ‬وقد‭ ‬شرفنى‭ ‬الأتحاد‭ ‬–‭ ‬نضر‭ ‬الله‭ ‬عهده‭ ‬–‭ ‬برياسة‭ ‬تحريرها‭ .. ‬وكانت‭ ‬أول‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬عالم‭ ‬الكتب‭ ‬والنشر‭ ‬والتعريف‭ ‬الدقيق‭ ‬بالمصنفات،‭ ‬وعقد‭ ‬الصلات‭ ‬بين‭ ‬القارئ‭ ‬والمؤلف‭ ‬والناشر،‭ ‬وكنت‭ ‬سعيداً‭ ‬بعملى‭ ‬هذا،‭ ‬فوق‭ ‬عملى‭ ‬بالأستاذية‭ ‬فى‭ ‬كلية‭ ‬الشرطة‭ .. ‬ولكن“الناشر‭ ‬المصرى”‭ ‬لم‭ ‬تعش‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬وبعض‭ ‬عام،‭ ‬أصدرت‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬عددين‭ ‬لا‭ ‬غير‭ .. ‬وكانت‭ ‬رسالة‭ ‬“الناشر‭ ‬المصرى”‭ ‬خدمة‭ ‬الكتاب‭ ‬العربى‭ ‬على‭ ‬أختلاف‭ ‬مصادره،‭ ‬فلم‭ ‬تنحصر‭ ‬بذلك‭ ‬فى‭ ‬نطاق‭ ‬ناشر‭ ‬بعينه‭.‬


وفى‭ ‬يناير‭ ‬سنة‭ ‬1955‭ ‬أصدرت‭ ‬دار‭ ‬المعارف‭ ‬مجلة‭ ‬“بريد‭ ‬الكتاب”‭ ‬لخدمة‭ ‬كتابها‭ ‬فحسب،‭ ‬ولخدمة‭ ‬قرائها‭ ‬وعملائها‭ ‬‮…‬‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬حظى‭ _ ‬أيضاً‭ ‬–‭ ‬أن‭ ‬أتولى‭ ‬رياسة‭ ‬تحريرها‭ ‬للعامين‭ ‬الأثنين‭ ‬اللذين‭ ‬كانا‭ ‬عمرها‭ ‬القصير‭ ‬‮…‬‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬صدرت‭ ‬مجلة‭ ‬“بريد‭ ‬المطبوعات‭ ‬الحديثة”‭ ‬فى‭ ‬أول‭ ‬يناير‭ ‬سنة‭ ‬1957،‭ ‬وأسعدنى‭ ‬الحظ‭ ‬–‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬–‭ ‬برياسة‭ ‬تحريرها‭. ‬وأتسع‭ ‬صدرها‭ ‬للناشرين‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬وفى‭ ‬غير‭ ‬مصر،‭ ‬وللكتاب‭ ‬العربى‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬وفى‭ ‬غير‭ ‬مصر،‭ ‬وعن‭ ‬طريقها‭ ‬ألتقيت‭ ‬بالفقيد‭ ‬العزيز‭ ‬حبيب‭ ‬سلامة،‭ ‬جمعتنا‭ ‬مقتضيات‭ ‬المهنة‭ ‬وتكاليفها،‭ ‬فكان‭ ‬يزورنى‭ ‬فى‭ ‬مكتبى‭ ‬على‭ ‬النيل،‭ ‬ويحدثنى‭ ‬بآماله‭ ‬العريضة‭ ‬فى‭ ‬خدمة‭ ‬الكتاب‭ ‬والمكتبيين،‭ ‬ويتلقى‭ ‬إنتاج‭ ‬“مؤسسة‭ ‬المطبوعات”‭ ‬فيفسح‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬صدر‭ ‬مجلته،‭ ‬ويعلن‭ ‬عنه،‭ ‬ويعرف‭ ‬به‭. ‬والود‭ ‬يزداد‭ ‬بيننا‭ ‬تمكيناً‭. ‬فأعرفالرجل‭ ‬عن‭ ‬قرب،‭ ‬وتزداد‭ ‬معرفتى‭ ‬به،‭ ‬وتقديرى‭ ‬له،‭ ‬وألمح‭ ‬فيه‭ ‬طاقات‭ ‬حيوية‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تأخذ‭ ‬سبيلها‭ ‬إلى‭ ‬الأنطلاق‭ ‬‮…‬


وعادت‭ ‬مجلة‭ ‬“بريد‭ ‬الكتاب”‭ ‬ثانية‭ ‬فى‭ ‬1963،‭ ‬ولكن‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬لحساب‭ ‬“الدار‭ ‬القومية‭ ‬للطباعة‭ ‬والنشر”‭ ‬وتدفع‭ ‬بى‭ ‬الأقدار‭ ‬ثانية‭ ‬إلى‭ ‬رياسة‭ ‬تحريرها‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القطاع‭ ‬العام،‭ ‬لا‭ ‬مستوى‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ .. ‬وإذا‭ ‬بى‭ ‬أجد‭ ‬مجلة‭ ‬“عالم‭ ‬المكتبات”‭ ‬وقد‭ ‬قطعت‭ ‬من‭ ‬عمرها‭ ‬خمس‭ ‬سنوات،‭ ‬وإذا‭ ‬بى‭ ‬أجد‭ ‬المرحوم‭ ‬حبيب‭ ‬سلامة‭ ‬فى‭ ‬دورة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬‮…‬‭ ‬وإذا‭ ‬بنشاطه‭ ‬وقد‭ ‬تزايد‭ ‬مع‭ ‬مضى‭ ‬السنين،‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬الناس‭ ‬حينما‭ ‬ينتقص‭ ‬مر‭ ‬السنين‭ ‬من‭ ‬نشاطهم،‭ ‬ويحد‭ ‬من‭ ‬جلادهم‭ ‬‮…‬‭ ‬وإذا‭ ‬بى‭ ‬ألقى‭ ‬الأستاذ‭ ‬“حبيباً”‭ ‬وقد‭ ‬تفتحت‭ ‬أمامه‭ ‬ميادين‭ ‬جديدة‭ ‬فى‭ ‬سبيل‭ ‬رسالته،‭ ‬وإذا‭ ‬به‭ ‬يصدر‭ ‬فى‭ ‬ديسمبر‭ ‬1963‭ ‬العدد‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬السنة‭ ‬الخامسة‭ ‬مشتملاً‭ ‬–‭ ‬أو‭ ‬قاصراً‭ ‬–‭ ‬على‭ ‬فهرس‭ ‬جامع‭ ‬للمقالات‭ ‬والبحوث‭ ‬التى‭ ‬نشرت‭ ‬فى‭ ‬“عالم‭ ‬المكتبات”‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬1958‭ ‬إلى‭ ‬سنة‭ ‬1963‭.‬


وفى‭ ‬سنة‭ ‬1963‭ ‬بالذات،‭ ‬بل‭ ‬فى‭ ‬شهر‭ ‬يونيو‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد،‭ ‬أجد‭ ‬فى‭ ‬سوق‭ ‬المكتبات‭ ‬مجلة‭ ‬جديدة‭ ‬تستهل‭ ‬مولدها‭ ‬بأسم‭ ‬“مجلة‭ ‬المكتبة‭ ‬العربية“،‭ ‬وأرى‭ ‬رياسة‭ ‬تحريرها‭ ‬يتولاها‭ ‬رجل‭ ‬مكتبى‭ ‬نشيط،‭ ‬حاد‭ ‬الذهن،‭ ‬جم‭ ‬النشاط،‭ ‬رحيب‭ ‬الآفاق،‭ ‬هو‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬الشنيطى‭ ‬–‭ ‬الذى‭ ‬صار‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬وكيلاً‭ ‬لوزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬لشئون‭ ‬المكتبات‭ ‬والوثائق‭ ‬–‭ ‬وأجد‭ ‬مجلته‭ ‬تؤنس‭ ‬بوجودها‭ ‬المناسب‭ ‬شقيقتيها‭ : ‬”‭ ‬مجلة‭ ‬بريد‭ ‬الكتاب”‭ ‬ومجلة‭ ‬“عالم‭ ‬المكتبات”‭ ‬وتكون‭ ‬معهما‭ ‬ثالوثاً‭ ‬مقدساً‭ ‬فى‭ ‬خدمة‭ ‬الكتاب‭ ‬والمكتبات‭.‬


وتجمعنى‭ ‬بعض‭ ‬مناسبات‭ ‬العمل‭ ‬بالأستاذ‭ ‬حبيب‭ ‬سلامة‭ ‬،‭ ‬وتنساب‭ ‬بينه‭ ‬وبينى‭ ‬الأحاديث‭ ‬عن‭ ‬المجلات‭ ‬المتخصصة‭ ‬فى‭ ‬شئون‭ ‬الكتب‭ ‬والمكتبات،‭ ‬فأراه‭ ‬يعرب‭ ‬عن‭ ‬فرحه‭ ‬بظهور‭ ‬كل‭ ‬مجلة‭ ‬جديدة‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الميدان،‭ ‬وأراه‭ ‬تتسع‭ ‬آفاق‭ ‬آماله‭ ‬ليرى‭ ‬البلاد‭ ‬العربية‭ ‬مملوءة‭ ‬بهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬المجلات‭ ‬‮…‬‭ ‬ويزداد‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬تحمسه‭ ‬وتفاؤله‭ ‬لرسالته،‭ ‬فنراه‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬الإيجابية‭ ‬فى‭ ‬إدارة‭ ‬مؤسسات‭ ‬النشر،‭ ‬وعن‭ ‬دعم‭ ‬العمل‭ ‬المكتبى‭ ‬وعن‭ ‬تطور‭ ‬الأنظمة‭ ‬الفنية‭ ‬للمكتبات،‭ ‬وعن‭ ‬ضرورة‭ ‬مواجهة‭ ‬المجتمع‭ ‬الجديد‭ ‬بحاجاته‭ ‬ومتطلباته،‭ ‬ومشكلاته‭. ‬ونراه‭ ‬يتحمس‭ ‬لتكوين‭ ‬أتحاد‭ ‬الناشرين‭ ‬العرب‭ ‬–‭ ‬كما‭ ‬تحمسنا‭ ‬نحن‭ ‬لأتحاد‭ ‬الناشرين‭ ‬المصريين‭ ‬سنة‭ ‬1952‭. ‬ونراه‭ ‬–‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬–‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬إلى‭ ‬الغرب‭ ‬فى‭ ‬خطوة‭ ‬ثابتة‭ ‬رصينة‭ ‬فى‭ ‬صيف‭ ‬سنة‭ ‬1966،‭ ‬فيرحل‭ ‬هو،‭ ‬أو‭ ‬ترحل‭ ‬مجلة‭ ‬“عالم‭ ‬المكتبات”‭ ‬وهو‭ ‬معها،‭ ‬إلى‭ ‬باريس،‭ ‬ويلتقى‭ ‬بشخصيات‭ ‬مكتبية‭ ‬هامة‭ ‬كالمسيو‭ ‬إينيان‭ ‬دينيرى‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬للمكتبة‭ ‬الأهلية‭ ‬بمدينة‭ ‬النور،‭ ‬ويأخذ‭ ‬منه‭ ‬حديثاً‭ ‬لعالم‭ ‬المكتبات،‭ ‬ويلتقى‭ ‬بالسفير‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬باريس،‭ ‬فيدور‭ ‬الحديث‭ ‬بينهما‭ ‬حول‭ ‬الكتب‭ ‬والخدمة‭ ‬المكتبية‭ ‬والنشر‭. ‬وينتقل‭ ‬من‭ ‬باريس‭ ‬إلى‭ ‬روما‭ ‬مدعواً‭ ‬من‭ ‬الأستاذ‭ ‬أحمد‭ ‬نجيب‭ ‬هاشم‭ ‬سفير‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬إيطاليا،‭ ‬ويحرص‭ ‬على‭ ‬لقاء‭ ‬كاتبة‭ ‬إيطالية‭ ‬شهيرة‭ ‬هى‭ ‬السيدة‭ ‬“زهرة‭ ‬الجارديا”‭ ‬مؤلفة‭ ‬كتاب‭ ‬“الطريق‭ ‬إلى‭ ‬دمشق”‭ ‬


ويعود‭ ‬حبيب‭ ‬سلامة‭ ‬من‭ ‬رحلته‭ ‬إلى‭ ‬أوربا‭ ‬وأمريكا‭ ‬مزوداً‭ ‬بحصيلة‭ ‬جديدة‭ ‬لمشروعاته‭ ‬الحية‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭ ‬فى‭ ‬عالم‭ ‬المكتبات،‭ ‬ونراه‭ ‬يفرح‭ ‬بمعارض‭ ‬الكتاب‭ ‬العربى‭ ‬التى‭ ‬يجد‭ ‬فيها‭ ‬“الكتاب”‭ ‬مجالاً‭ ‬واسعاً‭ ‬لتقديمه‭ ‬إلى‭ ‬القارئ‭. ‬ويقام‭ ‬فى‭ ‬بيروت‭ ‬سنة‭ ‬1966‭ ‬المعرض‭ ‬الثانى‭ ‬عشر‭ ‬للكتاب‭ ‬العربى،‭ ‬فنرى‭ ‬مجلة‭ ‬عالم‭ ‬المكتبات‭ ‬–‭ ‬أو‭ ‬بعبارة‭ ‬أصح‭ ‬نرى‭ ‬حبيب‭ ‬سلامة‭ ‬يصدر‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬المناسبة‭ ‬عدداً‭ ‬خاصاً‭ ‬عن‭ ‬“الكتاب‭ ‬العربى‭ ‬فى‭ ‬الجمهورية‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة“،‭ ‬ولا‭ ‬تكاد‭ ‬تنتهى‭ ‬سنة‭ ‬1966‭ ‬حتى‭ ‬تقيم‭ ‬عالم‭ ‬المكتبات‭ ‬معرضاً،‭ ‬هو‭ ‬معرضها‭ ‬الأول‭ ‬–‭ ‬عن‭ ‬“الخدمات‭ ‬المكتبية‭ ‬وأتجاهات‭ ‬النشر“‭. ‬والصفة‭ ‬هنا‭ ‬بالأولوية‭ ‬للمعرض‭ ‬تحمل‭ ‬أنعقاد‭ ‬أرادة‭ ‬حبيب‭ ‬سلامة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬وراء‭ ‬هذا‭ ‬المعرض‭ ‬“المعرض‭ ‬الأول”‭ ‬ثان،‭ ‬وثالث،‭ ‬ورابع‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ ‬‮…‬‭ ‬


ولقد‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬حظى‭ ‬أن‭ ‬أشهد‭ ‬مراحل‭ ‬تكوين‭ ‬هذا‭ ‬المعرض‭ ‬فى‭ ‬مبنى‭ ‬عالم‭ ‬المكتبات،‭ ‬بشارع‭ ‬الجلاء،‭ ‬وأن‭ ‬أرى‭ ‬حبيب‭ ‬سلامة‭ ‬وهو‭ ‬ينسق‭ ‬الرفوف‭ ‬والحاملات‭ ‬ومجموعات‭ ‬الكتب‭ ‬لمختلف‭ ‬دور‭ ‬النشر،‭ ‬ويروح‭ ‬ويغدو‭ ‬بين‭ ‬غرف‭ ‬المعرض‭ ‬فى‭ ‬حركة‭ ‬دائبة‭ ‬لا‭ ‬تمل،‭ ‬حتى‭ ‬أشفقت‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يؤثر‭ ‬الجهد‭ ‬المضنى‭ ‬فى‭ ‬صحته،‭ ‬ولكنه‭ ‬كان‭ ‬سعيداً،‭ ‬مغموراً‭ ‬فى‭ ‬نشوات‭ ‬العمل،‭ ‬لا‭ ‬يفكر‭ ‬فى‭ ‬صحة،‭ ‬ولا‭ ‬يخطر‭ ‬على‭ ‬باله‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬أى‭ ‬جهد‭ ‬مهما‭ ‬عظم‭ ‬‮…‬‭ ‬وقضيت‭ ‬ساعات‭ ‬أشاهد‭ ‬فيها‭ ‬هذه‭ ‬النحلة‭ ‬الدائبة‭ ‬عن‭ ‬كثب،‭ ‬وأتمتع‭ ‬بحديث‭ ‬حبيب‭ ‬سلامة‭ ‬وهو‭ ‬ينقلنى‭ ‬من‭ ‬كتاب‭ ‬عربى‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬أجنبى،‭ ‬وكأنه‭ ‬لا‭ ‬يمل‭ ‬من‭ ‬طول‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الكتب،‭ ‬لأنه‭ ‬يحبها،‭ ‬ومن‭ ‬أحب‭ ‬الشئ‭ ‬حابى،‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬شاعرنا‭ ‬أحمد‭ ‬شوقى‭ ‬‮…‬‭ ‬وخرجت‭ ‬مزوداً‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬السابق‭ ‬على‭ ‬أفتتاح‭ ‬المعرض‭ ‬بذخيرة‭ ‬طيبة‭ ‬من‭ ‬النشرات،‭ ‬وبعض‭ ‬أعداد‭ ‬فاتتنى‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬عالم‭ ‬المكتبات‭ ‬وفاتنى‭ ‬الحصول‭ ‬عليها‮…‬


ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬لم‭ ‬ألق‭ ‬حبيب‭ ‬سلامة‭ ‬لقاء‭ ‬فى‭ ‬عمل،‭ ‬ولكننى‭ ‬لقيته‭ ‬لقاء‭ ‬عابراً‭ ‬سريعاً‭ ‬فى‭ ‬ضاحية‭ ‬من‭ ‬ضواحى‭ ‬القاهرة‭ ‬منذ‭ ‬عامين،‭ ‬ودارت‭ ‬بيننا‭ ‬–‭ ‬ونحن‭ ‬وقوف‭ ‬–‭ ‬أحاديث‭ ‬ممتعة‭ ‬عن‭ ‬الكتب‭ ‬والمكتبات‭ ‬والمكتبيين‭ ‬‮…‬‭ ‬وكنت‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬قد‭ ‬تحللت‭ ‬من‭ ‬قيود‭ ‬العمل‭ ‬الرسمى‭ ‬فى‭ ‬ميدان‭ ‬النشر‭ ‬والفكر‭ ‬والثقافة،‭ ‬ولكننى‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬–‭ ‬لم‭ ‬أملك‭ ‬نفسى‭ ‬من‭ ‬الحديث‭ ‬مع‭ ‬حبيب‭ ‬سلامة‭ ‬المكتبى‭ ‬الدءوب،‭ ‬فى‭ ‬شئون‭ ‬الكتب،‭ ‬منقاداً‭ ‬بطبعى‭ ‬مع‭ ‬الفطرة‭ ‬التى‭ ‬عبر‭ ‬عنها‭ ‬شاعرنا‭ ‬القديم‭ ‬بقوله‭:‬


وذو‭ ‬الشوق‭ ‬القديم‭ ‬وأن‭ ‬تسلى‭          ‬مشوق‭ ‬حين‭ ‬يلقى‭ ‬العاشقينا


وكان‭ ‬ذلك‭ ‬اللقاء‭ ‬الشخصى‭ ‬آخر‭ ‬ما‭ ‬بينى‭ ‬وبينحبيب‭ ‬سلامة‭: ‬فقد‭ ‬شغلته‭ ‬الحياة‭ ‬عنى،‭ ‬وشغلتنىالحياة‭ ‬عنه،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬فوجئت‭ ‬بنعيه‭ ‬فى‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬أيام‭ ‬الأسبوع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬1969،‭ ‬فلم‭ ‬تكد‭ ‬عينى‭ ‬تصدق‭ ‬الخبر‭ ‬منذ‭ ‬وقعت‭ ‬عليه‭ ‬فى‭ ‬صفحة‭ ‬النعى‭ ‬بصحيفة‭ ‬الأهرام‭ ‬


لقد‭ ‬كان‭ ‬حبيب‭ ‬سلامة‭ ‬رجل‭ ‬الكتاب‭ ‬بمعناه‭ ‬الصحيح،‭ ‬وكأنما‭ ‬خالط‭ ‬حب‭ ‬الكتاب‭ ‬والمكتبات‭ ‬لحمه‭ ‬ودمه،‭ ‬وتجلى‭ ‬ذلك‭ ‬فى‭ ‬ميوله‭ ‬وأتجاهاته‭ ‬فى‭ ‬الترجمة‭ ‬والتأليف‭ ‬والكتابة‭ ‬‮…‬‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يختار‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬الأجنبية‭ ‬للترجمة‭ ‬إلا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬متصلاً‭ ‬بالكتاب‭ ‬والمكتبات‭ ‬أو‭ ‬دارا‭ ‬فى‭ ‬فلكهما‭ ‬‮…‬‭ ‬ولا‭ ‬يختار‭ ‬لأفتتاحياته‭ ‬الواعية‭ ‬فى‭ ‬مجلة‭ ‬عالم‭ ‬الكتاب‭ ‬إلا‭ ‬كل‭ ‬موضوع‭ ‬يتصل‭ ‬بالكتاب‭ ‬والمكتبة،‭ ‬ولقد‭ ‬عرفت‭ ‬أناساً‭ ‬من‭ ‬أخواننا‭ ‬الأدباء‭ ‬يتخصصون‭ ‬فى‭ ‬موضوعات‭ ‬بذاتها‭ ‬تجرى‭ ‬مع‭ ‬هوى‭ ‬نفوسهم،‭ ‬فهذا‭ ‬يكتب‭ ‬أو‭ ‬يترجم‭ ‬فى‭ ‬التاريخ،‭ ‬وذلك‭ ‬فى‭ ‬سير‭ ‬الرجال‭ ‬وتراجمهم،‭ ‬وذاك‭ ‬فى‭ ‬القصص‭ ‬العاطفى،‭ ‬وذلك‭ ‬فى‭ ‬موضوعات‭ ‬الريف‭. ‬ولكن‭ ‬حبيب‭ ‬سلامة‭ ‬لا‭ ‬يترجم‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬إلا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬موضوعه‭ ‬الكتاب‭ ‬‮…‬‭ ‬فهو‭ ‬يترجم‭ ‬كتاب‭ ‬“المكتبة‭ ‬العامة‭ ‬وأثرها‭ ‬فى‭ ‬حياة‭ ‬الشعب”‭ ‬للكاتبة‭ ‬أرنستين‭ ‬روز،‭ ‬وهو‭ ‬يترجم‭ ‬كتاب‭ ‬“نشر‭ ‬الكتب‭ ‬فن”‭ ‬لتشاندلر‭ ‬ب‭. ‬جرانيس،‭ ‬ويقدمه‭ ‬فى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خمسمائة‭ ‬صفحة‭. ‬وهو‭ ‬يترجم‭ ‬كتاب‭ ‬“فن‭ ‬أختيار‭ ‬الكتب‭ ‬للمكتبات”‭ ‬لكارتر‭ ‬وبونك‭ ‬فى‭ ‬قرابة‭ ‬ستين‭ ‬وثلاثمائة‭ ‬صفحة‭ ‬‮…‬


وقد‭ ‬أعان‭ ‬حبيب‭ ‬سلامة‭ ‬على‭ ‬التوفيق‭ ‬فى‭ ‬رسالته‭ ‬للخدمة‭ ‬المكتبية‭ ‬عوامل‭ ‬لم‭ ‬تتح‭ ‬لكثيرين‭ ‬غيره،‭ ‬فهو‭ ‬معنى‭ ‬بالتنظيم‭ ‬والترتيب‭ ‬والتبويب‭ ‬والتنسيقوالفهرسة،‭ ‬وهذه‭ ‬العناية‭ ‬هى‭ ‬ثمرة‭ ‬عقليته‭ ‬المنظمة،‭ ‬وذهنيته‭ ‬المرتبة،‭ ‬وكأنما‭ ‬يريد‭ ‬لنفسه‭ ‬التعب‭ ‬والضنى‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬يرتاح‭ ‬الآخرون،‭ ‬فهو‭ ‬يتعب‭ ‬نفسه‭ ‬فى‭ ‬التنظيم‭ ‬والترتيب‭ ‬والفهرسة‭ ‬لكى‭ ‬يضمن‭ ‬لقارئه‭ ‬الراحة‭ ‬والتيسير،‭ ‬وبين‭ ‬أيدينا‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬ألف‭ ‬دليل‭ ‬ودليل‭ ‬‮…‬‭ ‬ففى‭ ‬مؤتمر‭ ‬الكتاب‭ ‬العربى‭ ‬الذى‭ ‬أنعقد‭ ‬بالقاهرة‭ ‬فى‭ ‬فبراير‭ ‬سنة‭ ‬1967‭ ‬يصدر‭ ‬عدداً‭ ‬خاصاً‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬عالم‭ ‬المكتبات‭ ‬عن‭ ‬مناقشات‭ ‬المؤتمر،‭ ‬ويسجل‭ ‬الأحاديثوالمناقشات‭ ‬فى‭ ‬أمانة‭ ‬ودقة‭ ‬بالغتين‭ ‬‮…‬‭ ‬ولو‭ ‬أنه‭ ‬أكتفى‭ ‬بهذا‭ ‬متفضلاً‭ ‬غير‭ ‬مقصر،‭ ‬ومتطاولاً‭ ‬فى‭ ‬الفضل‭ ‬غير‭ ‬عاجز‭ ‬‮…‬‭ ‬ولكنه‭ ‬زاد‭ ‬فصنع‭ ‬فهرساً‭ ‬هجائياً‭ ‬بأسماء‭ ‬المتحدثين‭ ‬والمتناقشين‭ ‬فى‭ ‬المؤتمر،‭ ‬والصفحات‭ ‬التى‭ ‬وردت‭ ‬فيها‭ ‬أحاديثهم،‭ ‬ثم‭ ‬زاد‭ ‬الخير‭ ‬ضعفاً،‭ ‬فصنع‭ ‬فهرساً‭ ‬موضوعياً‭ ‬مبوباً‭ ‬بالموضوعات‭ ‬والمسائل‭ ‬التى‭ ‬عولجت‭ ‬فى‭ ‬المؤتمر‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬وأوقات‭ ‬ومشقات،‭ ‬ولكنه‭ ‬فعله‭ ‬راضياً‭ ‬سعيداً‭ ‬لأنه‭ ‬يحب‭ ‬راحة‭ ‬قارءه‭. ‬ولو‭ ‬أنه‭ ‬جرد‭ ‬العدد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الفهارس‭ ‬لما‭ ‬لامه‭ ‬لائم‭ ‬‮…‬


وفى‭ ‬أواخر‭ ‬سنة‭ ‬1967‭ ‬أصدر‭ ‬حبيب‭ ‬سلامة‭ ‬عدداًخاصاً‭ ‬عن‭ ‬“المكتبة‭ ‬القانونية‭ ‬فى‭ ‬عشر‭ ‬سنوات”‭ ‬من‭ ‬1958‭ ‬إلى‭ ‬1967،‭ ‬فكانت‭ ‬بذلك‭ ‬أول‭ ‬قائمة‭ ‬ببليوجرافية‭ ‬متخصصة‭ ‬لكتب‭ ‬القانون،‭ ‬والفقه‭ ‬القانونى،‭ ‬والتشريع‭ ‬والفقه‭ ‬الإسلامى‭. ‬ويشهد‭ ‬اللهكم‭ ‬خدم‭ ‬المرحوم‭ ‬حبيب‭ ‬سلامة‭ ‬رجال‭ ‬القانون‭ ‬والفقهوالحقوق‭ ‬بهذه‭ ‬القائمة‭ ‬التى‭ ‬كنا‭ ‬نود‭ ‬لو‭ ‬أطال‭ ‬الله‭ ‬عمرصاحبها‭ ‬ليصنع‭ ‬مثلها‭ ‬فى‭ ‬ميادين‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬العلموالمعرفة‭ ‬كالآداب،‭ ‬والشعر،‭ ‬والتاريخ‭ ‬والأقتصاد،‭ ‬والجغرافية،‭ ‬والسير‭ ‬والتراجم‭ ‬وغيرها،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬ولا‭ ‬هنا‭ ‬أقدر‭ ‬من‭ ‬حبيب‭ ‬سلامة‭ ‬على‭ ‬أتمام‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬القوائم‭ ‬الببليوجرافية‭ ‬المفيدة‮…‬


ولا‭ ‬أدل‭ ‬على‭ ‬حب‭ ‬فقيدنا‭ ‬حبيب‭ ‬سلامة‭ ‬لعمل‭ ‬الفهارس‭ ‬المنظمة،‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الفهرس‭ ‬الجامع‭ ‬للمقالات‭ ‬والبحوث‭ ‬التى‭ ‬نشرت‭ ‬فى‭ ‬عالم‭ ‬المكتبات‭ ‬منذ‭ ‬سمة‭ ‬1959‭ ‬إلى‭ ‬1963‭. ‬لقد‭ ‬صدر‭ ‬به‭ ‬عدداً‭ ‬خاصاً‭ ‬للمجلة‭ ‬بتاريخ‭ ‬نوفمبر‭ ‬–‭ ‬ديسمبر‭ ‬سنة‭ ‬1963‭.‬


ولقد‭ ‬جمع‭ ‬حبيب‭ ‬سلامة‭ ‬إلى‭ ‬حب‭ ‬التنظيم‭ ‬والترتيب‭ ‬البراعة‭ ‬فى‭ ‬فن‭ ‬الدعاية‭ ‬والإعلان،‭ ‬فالكتاب‭ ‬بين‭ ‬يديه‭ ‬سلعة‭ ‬تجد‭ ‬من‭ ‬يحسن‭ ‬الدعاية‭ ‬لها،‭ ‬والتعريف‭ ‬بها،‭ ‬ولعله‭ ‬أفاد‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬دراسته‭ ‬للصحافة‭ ‬وحصوله‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬الماجستير‭ ‬فيها،‭ ‬وأسلوبه‭ ‬فى‭ ‬الدعاية‭ ‬جذاب‭ ‬ناعم،‭ ‬غبر‭ ‬ثقيل‭ ‬ولا‭ ‬بغيض‭ ‬إلى‭ ‬القارئ،‭ ‬فهو‭ ‬يجد‭ ‬إلى‭ ‬مسارب‭ ‬الحس‭ ‬عند‭ ‬قارئه‭ ‬ألف‭ ‬سبيل‭ ..‬من‭ ‬غير‭ ‬تثقيل‭ ‬ولا‭ ‬تطفيل،‭ ‬ففى‭ ‬خلال‭ ‬رحلته‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬فى‭ ‬ربيع‭ ‬سنة‭ ‬1966‭ ‬ترى‭ ‬عينه‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتصل‭ ‬بالكتاب‭ ‬والمكتبة،‭ ‬حتى‭ ‬سيارة‭ ‬الكتب‭ ‬–‭ ‬أو‭ ‬كما‭ ‬نسميها‭ ‬المكتبة‭ ‬المتنقلة‭ ‬–‭ ‬نراه‭ ‬يلحظها‭ ‬وهى‭ ‬سائرة‭ ‬فى‭ ‬يوم‭ ‬أو‭ ‬فى‭ ‬مكان‭ ‬لا‭ ‬حياة‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬والجو‭ ‬ممطر‭ ‬لا‭ ‬يسمح‭ ‬لامرئ‭ ‬بالخروج‭ ‬ليستعير‭ ‬كتاباً‭ ‬من‭ ‬سيارة‭ ‬الكتب‭ ‬‮…‬‭ ‬ونرى‭ ‬لحبيب‭ ‬هنا‭ ‬لمحة‭ ‬خفيفة‭ ‬لطيفة،‭ ‬ونرى‭ ‬أنه‭ ‬يحول‭ ‬نفسه‭ ‬إلبى‭ ‬أمين‭ ‬للمكتبة‭ ‬المتنقلة‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬أمينها‭ ‬الأمريكى،‭ ‬لكى‭ ‬يحدث‭ ‬سيدة،‭ ‬أرتادت‭ ‬السيارةفى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة،‭ ‬عن‭ ‬العرب‭ ‬وسحر‭ ‬الشرق‭ ‬وجماله‭ ‬وأساطيره‭ !‬‮…‬


رحم‭ ‬الله‭ ‬حبيب‭ ‬سلامة‭ ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬بالأمس‭ ‬القريب‭ ‬يحدثنا‭ ‬عن‭ ‬الكتب‭ ‬والمكتبات‭ ‬وأتحاد‭ ‬الناشرين،‭ ‬ومعارض‭ ‬الكتب،‭ ‬والمكتبيين،‭ ‬فشاء‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬نتحدث‭ ‬عنه‭ ‬اليوم‭ ‬أحسن‭ ‬الأحاديث،‭ ‬ونحكى‭ ‬عنه‭ ‬اليوم‭ ‬أطيب‭ ‬الذكريات‭. ‬وما‭ ‬أصدق‭ ‬شاعرنا‭ ‬حين‭ ‬يقول‭:‬


وانما‭ ‬المرء‭ ‬حديث‭ ‬بعده‭        ‬فكن‭ ‬حديثاً‭ ‬حسناً‭ ‬لمن‭ ‬وعى

*  ‬المصدر‭: ‬مجلة‭ ‬عالم‭ ‬المكتبات،‭ ‬العدد‭ (‬5،‭ ‬6‭) ‬السنة‭ ‬الحادية‭ ‬عشر‭ ‬1969‭. ‬–‭ ‬بمناسبة‭ ‬تأبين‭ ‬حبيب‭ ‬سلامة‭.‬

‭  *‬محمد‭ ‬عبد‭ ‬الغنى‭ ‬حسن

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة