النشاط الفكرى للأستاذ حبيب سلامة “قائمة ببليوجرافية”

 | عالم المكتبات | حبيب سلامة |

 إعداد: محمد فتحي عبد الهادي


مقدمة:

تقاس عظمة الأفراد، بما يخلقونه من آثار فكرية، وهي إلي جانب كونها من آهم الآثار التي يمكن أن يخلفها الشخص، أدلة مادية لا تتغير أو تتبدل، وتنوب عن الفرد في صمت وهدوء.

وللأستاذ حبيب سلامة رحمه الله (١٩١٤ – ١٩٦٩) حياة حافلة بمختلف النشاطات، والحق يقال، أنه كان شعلة نشاط طوال حياته. ولن أتناول أنشطته العديدة التي مارسها وإنما سوف أكتفي فقط بذلك النشاط الفكري متمثلا فيما خلفه لنا من أعمال.

يرجع هذا النشاط إلي عام ١٩٥٤، وهو العام الذي تخرج فيه في معهد الوثائق والمكتبات بجامعة القاهرة بدرجة الأمتياز، وكان قد قدم في هذا العام بحثاً لقي القبول والرضا وحاز علي درجة الأمتياز، وفي سنة ١٩٥٧ قدم بحثاً آخر لمعهد الصحافة بجامعة القاهرة ليجمع بين المكتبات والصحافة. وفي هذا العام أيضاً قدم بحثين في مؤتمر القطن الأول، كان أولهما ببليوجرافية لبحوث القطن في عشر سنوات، وكان الثاني نبذة تاريخية عن مجلس مباحث القطن وهيئة البحوث الزراعية والحيوانية، كما ساهم في أعمال هذا المؤتمر والمؤتمر الثاني الذي عقد سنة ١٩٥٨، واشترك في تحرير ومراجعة الكتابين اللذين صدرا عنهما.

وفي عام ١٩٥٨ يقوم بعمل من أهم الأعمال وأجلها في حياة المهنة المكتبية علي امتداد العالم العربي كله، إذ يبدأ في إصدار مجلة عالم المكتبات ليسد بها فراغاً كان ملموساً، ولا يمكن لمن يؤرخ للمهنة المكتبية في العالم العربي بعامة والجمهورية العربية المتحدة بصفة خاصة أن يغفلها أو حتي يمر عليها مر الكرام.

لقد كانت سجلاً حياً يمثل نشاط المهنة وملامحها العربية، ويمثل نشاط المكتبيين والناشرين العرب، وينقل للغرب صورة مشرفة عن الدور الذي تؤديه في المهنة المكتبية. وقد ساهم فيها الأستاذ حبيب، وعمل علي إصدارها بكل ما يملك من مال ووقت وجهد. وقد ترك فيها سجلا غنياً بنبضات قلبه ولمسات يده، فهو يكتب فيها ما يلمس أنه يفيد المهنة ويسد ثغرة واضحة، وان نظرة سريعة بين ثناياها تبين أنه اهتم بمعالجة المشكلات الملحة التي عاصرها، فهو يكتب في دائرة المعارف العربية الكبرى، وعن إدارة المكتبات، وعن الخدمة المكتبية، وعن المهنة ومفهومها، وعن جمعية المكتبات والوثائق، وقد اهتم باجراء تحقيقات صحفية عن العديد من المكتبات العربية، كذلك أهتم بأجراء احاديث صحفية مع المسئولين عن المكتبات ومراكز التوثيق ودور النشر. ولعل آبرز اسهامه هو ما كان في مجال النشر، فالي جانب الكتاب الكبير الذي ترجمه عن النشر، والبيبليوجرافية السنوية بالإنتاج الفكرى ل ج.ع.م “الكتاب العربي في عام” التيبدأ يصدرها ويشرف علي تحريرها منذ سنة ١٩٦١، نجده يقدم بالمجلة بحوثاً عن الإنتاج الفكري السنوى من جوانبه المختلفة، ويناقش فكرة أتحاد الناشرين، ويعد تحقيقات صحفية عن دور نشر عالمية وأخرى قومية، ويتوجه إلي المسئولين عن النشر في بلادنا ليجرى معهم أحاديث تتناول جانب أو آخر من جوانب النشر المتعددة. كذلك فأنه قد سجل في المجلة مناقشات عديدة حول الكتاب العربي، ومعارضه ومؤتمراته وأسواقه، وهو لا يكتفي بهذا فقط وانما كان يحرر ويساهم في تحرير الأبواب الثابتة بالمجلة. بقي أن أشير إلي أن (عالم المكتبات) التي كان يرأس تحريرها منذ بدء صدورها سنة ١٩٥٨ حتي سنة ١٩٦٩ قد قوبلت بحفاوة بين العاملين في المهنة، وأنتشرت ليس فقط في ج.ع.م أو في الدول العربية وإنما كذلك في مكتباتأمريكا وأوربا، وليس أدل علي ذلك من أنه قد ظهرت مستخلصات لبعض المقالات التي نشرت بها في نشرة المستخلصات البريطانية Library Science Abstracts، كمانشرت مقالات منهافي بعض المجلات العربية مثل قافلة الزيت والأديب كذلك أعتمدت عليها Pellowski في حصر ما صدر بالبلاد العربية من مواد عن أدب الأطفال في في كتابها The World of Children’s Literature الدى نشره Bowker سنة ١٩٦٨.

وقد شارك أيضاً في المؤتمرات والحلقات المكتبية التي عقدت بمصر وبعض الدول العربية، اما بتقديم بحوث فيها أو بتسجيل لنشاطها.

وكانت المكتبات الزراعية نصب أعينه دائماً بحكم ممارسته للعمل بها فترة طويلة حتي أصبح مديراًللمكتبات الزراعية بوزارة الزراعة، فتجده يضع إطارا عاما لتصنيف البحوث الزراعية، ويعد تقريراً هاماً عن مكت البحوث بالوزارة، ويشرف علي تحرير نشرة الإضافات الجديدة في البحوث الزراعية، ويقوم برحلة إلي أمريكا ودول الغرب يستطلع فيها أحدث التطورات التي تمت في المكتبات ومراكز التوثيق، ويعود ليقدم تقريراً إضافيا عما رآه مهتماً فيه بالمكتبات ومراكز التوثيق الزراعية.

وهو يدرك مبكراً أن المهنة في بلادنا ما تزال ناشئة، وأنها في حاجة إلى الإستفادة بخبرات الدول التي سبقتنا، وأن ذلك يأتي عن طريق نقل أفكارهم إلى العربية حيث يمكن لأكبر عدد من العاملين بالمكتبات أن يتزودوا بما فيها من أفكار، فيختار كتباً ثلاثة لها قيمتها ووزنها العلمي في بلادها ويترجمها إلى العربية، كان أحدها عن بناء المجموعات في المكتبات، والثانى عن المكتبة العامة والدور الذي يمكن أن تلعبه في حياة الأمة، والثالث عن صناعة النشر من جوانبها المختلفة. كذلك لم ينس أن يزود المجلة، بين حين وآخر بترجمة للموضوعات أو المقالات الهامة، فهو يترجم ويعدل في الخلاصة الآلفية لتصنيف ديوى العشرى، وهو يترجم – معطياً أمثلة عربية – لقواعد الفهرسة التي أعدتها جمعية المكتبات الأمريكية، ثم هو يترجم كذلك الدستور الدولي للفهرسة الذي أقره مؤتمر الفهرسة الدولي بباريس سنة ١٩٦١، كذلك فقد نقل إلي العربية البحث الكبير الذي أعده كارلوس فيكتور عن تخطيط الخدمات المكتبية في الدول النامية.

وعلى الرغم من أن المكتبات والخدمات المكتبية والنشر كانت محور نشاطه الفكرى ومحل أهتمامه الأول، إلا أنه قام بترجمة كتابين يتصلان بالأدب إلى العربية، ورغم هذا النشاط الفكرى الجم إلا أنه قد ترك الكثير مما لم تتح له فرصة النشر بعد.

هذه هي أهم ملامح النشاط الفكرى كما تظهره القائمة الببليوجرافية التالية، وقد آثرت أن أرتبها حسب تقسيمات سبعة هي: البحوث والتقارير– الكتب المترجمة – المقالات – التحقيقات الصحفية – الأحاديث الصحفية – أبواب ثابتة في عالم المكتبات حررها أو ساهم في تحريرها – أعمال لم تنشر.

 ثم رتبت المواد ترتيبا زمنياً تحت كل قسم من الأقسام الخمسة الأولي. وإتماماً للفائدة، ألحقت بها كشاف موضوعي هجائي، وقد أعطيت بيانات وصف كاملة عن كل مفرد أدرج بالقائمة، فقد أعطي عن كل بحث عنوانه، وكان تقديمه والسنة وعدد صفحاته وحاشية تبين الجهة التي قدم لها، وكان النشر إذا كان قد نشر، وأعطي عن كل كتاب مترجم مؤلفه الأصلي وعنوانه وبيانات نشره وعدد صفحاته. وقد أعطي عن كل مقال أو تحقيق صحفي أو حديث صحفي – وهذه قد نشرت كلها في مجلة عالم المكتبات – العنوان، والشخص الذى أجرى معه الحديث (في حالة الآحاديث الصحفية) رقم المجلد ورقم العدد، والتاريخ، وصفحات البداية والنهاية، ويلاحظ أنه قد تم حذف كلمة (عالم المكتبات) من المداخل الخاصة بتلكالأقسام الثلاثة.

ولا يسعنى أخيراً إلا أن أتوجه بخالص الشكر للدكتور صفوت حبيب لما قدمه من مساعدة مخلصة كان لها الدور الكبير في أنجازى لهذا العمل.

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة