| عالم المكتبات | قصاقيص |
في آواخر شهر مارس سنة ١٩٤١، قضت الكاتبة الشهيرة فيرجينيا ولف Virginia Woolf نحبها وراحت ضحية الحرب العالمية الثانية.
جلست السيدة ولف إلى مكتبها في صباح ذلك اليوم من أيام شهر مارس وكتبت رسالتى وداع إحداهما إلى أختها فانيسا Vanessa زوجة الكاتب والناقد كليف بل Clive Bell والأخرى إلى زوجها العالم الاقتصادى ليونارد ولف وهذا نص الرسالة الثانية:
مارس سنة ١٩٤١
إنى أحس بأنى سأجن، وليس في مقدورى أن أبقى على ظهر الأرض في هذه الأوقات الرهيبة، إنى أسمع أصواتاً ولا أقوى على حصر فكرى في عملى، لقد قاومت هذا الشعور ولكنى عاجزة عن الأستمرار في هذا الكفاح. إنى مدينة لك بكل ما تمتعت به من سعادة في هذه الحياة، فقد أحسنت إلىَ كل الإحسان، ولست أستطيع البقاء لأفسد عليك حياتك.
وماتت فرجينيا ميتة سريعة في كوخ منعزل يعرف بأسم بيت الراهب Monk's House قائم على الحافة الشرقية لتلال الدون الجنوبية South Downs، وكان الهواء يموج بأنزيز قاذفات القنابل الألمانية. وكان آل ولف قد جاءوا إلى هذا المكان بعد أن تهدم بيتهم الجميل في لندن، ولم يكن بيتهم الجديد يبعد عن شاطئ البحر بأكثر من بضعة أميال، وكانت القنابل المحرقة تتساقط هناك على الدوام فتصيب كثيرا من السكان، وكانت السيدة ولف تسعف الجرحى وتقدم لهم كل ما في وسعها من عناية.
وفى أوائل عام ١٩٤١ فرغت فرجينيا ولف من كتابة رواية قصيرة أسمها "بين الفصول" Between the acts لكنها لم ترض عنها وإن كان جون لهمن John Lehman شريك آل ولف في مطبعة هوجارث Hogarth Press قد أعجب بها كثيراً. لكنها لم تقتنع برأيه. وفي صباح اليوم الذى صممت فيه على الأنتحار جلست إلى مكتبها وكتبت الرسالتين اللتين أشرنا إليهما قبل، وسارت كعادتها فوق التلال إلى نهر أوز River Ouse ووضعت عصاها على الأرض وألقت بنفسها في تياره الجارف.
وقال المحققون :"إنها انتحرت على أثر اضطراب في قواها العقلية"، وكانت فرجينيا ولف أعظم من كتبن الروايات من النساء في إنجلترا بعد جورج إليت Goerge Eliet ومن أعظم كتاب المقالات رجالا ونساء بعد تشارلز لام Charles Lamb.
أشهر الرسائل العالمية، محمد بدران، سلسلة أفاق عالمية، الهيئة العامة لقصور الثقافة