| عالم المكتبات | تحقيقات |
 |
،من اليمين: الدكتورة علا عادل المستشار الثقافي المصري بالنمسا، دكتور انور ابراهيم رئيس تحرير سلسة افاق عالميه الكاتب الصحفي طارق طاهر، والدكتور محسن الفرجاني استاذ اللغه الصينيه بكلية الالسن بجامعة عين شمس |
تحقيق: سندس عصام ومارينا هانى

اقيم يوم الاثنين الماضى ندوة بعنوان "مترجمون شباب ..... تجارب واعده " ضمن فعاليات منتدى الثقافه والابداع بمركز الابداع الفني بدار الأوبرا المصرية، والذي نظمه قطاع صندوق التنميه الثقافيه بالتعاون مع المركز القومي للترجمه، وادار اللقاء الصحفي طارق طاهر رئيس تحرير «أخبار الأدب» السابق، الذى استهل كلمته بالتعريف العام عن المنتدى وذكر ان سبب تخصيص شهر سبتمبر للترجمه هو للإحتفاء بتجربه مهمه في عالم الترجمه وهي صدور ثلاث كتب لمجموعه من المترجمين الشباب والتى اشرف على عملهم مجموعة من المترجمين الكبار، وفي نهاية حديثه وجهه طاهر سؤالا للدكتوره علا عادل المستشار الثقافي المصري بالنمسا والمشرفه على ترجمة كتاب " فنان الجوع" حول ما إذ كان يوجد اسباب محدده لاختيار هذه المجموعه لترجمتها وما هي النصيحه التي تود ان تقولها للمترجمين الجدد في بداية حياتهم العمليه.
 |
الدكتوره علا عادل المستشار الثقافي المصري بالنمسا والمشرفه على ترجمة كتاب " فنان الجوع" |
فى بداية حديثها قالت الدكتورة علا عادل "لقد كان سبب أختيار تلك المجموعة من المترجمين، انهم كانوا يريدون تقديم مترجمين شباب جدد، وفي نفس الوقت يريدون تقديم بعض من الاعمال الالمانيه التى لم تقدم من قبل، وذكرت ان القصص القصيره هي العمل الانسب والأفضل الذي يمكن ان يجتمع على ترجمته اكثر من مترجم، واضافت ان عملية اختيارها ايضا للكتاب الالمان كانت الأفضلية للذين لم يترجم لهم أى أعمال من قبل والغير معروفين للقارئ العربي مع انهم من كبار الكتاب الالمان، ونصحت المترجمين الشباب ان الترجمه لا تقتصر على ترجمة النص فقط ولكن تبدأ بحسن اختيار النص وحسن معرفة اجابة هذه التساؤلات جيدا، لماذا نترجم هذا النص؟ ولمن نترجمه؟ وبما سيستفيد القارئ من هذا النص؟ واضافت ايضا ان المترجم عليه العمل بدقه واجتهاد ومعرفة ان الترجمه ليست فقط نقل نص ولكنه نقل فكر وأسلوب مع مراعاة حدوود الترجمه والمترجم وحدوود المؤلف والكاتب.
 |
الدكتور محسن فرجاني استاذ اللغه الصينيه بكلية الالسن جامعة عين شمس و المشرف على ترجمة كتاب شمس الليل |
أما الدكتور محسن فرجانى استاذ اللغة الصينية بكلية الألسن بجامعة عين شمس، والمشرف على كتاب " شمس الليل" فقد ذكر أن سبب اختياره لترجمة هذا الكتاب يعود للمترجمين أنفسهم وأضاف ان ترجمة شمس الليل هي استكمال لمسيره بداها المركز الثقافي الصيني بالقاهره، فقد كان المركز ينسق على أن يلتقى الكاتب أو المؤلف بالمترجم لينقل له المراحل التي قام فيها بكتابة العمل حيث يكون المترجم واعي ومدرك لظروف كتابة النص الأصلى، ليحاول تكوين ترجمة مستمدة طاقتها من الكاتب او المؤلف الاصلي للعمل واكد على حديث الدكتور علا في ان المترجم عليه أن يسأل نفسه لماذا ولمن نترجم هذا العمل واضاف أن اكثر الاعتقادات الخاطئه ان الدراسه الاكاديميه او الجامعيه للطلبه دورها تاهيل مترجم جاهز للحياه العمليه، ولكن في الحقيقه فأن الدراسة الأكاديمية دورها الاساسي هو اعداد دارسين للغه ومتمكنين في المهارات الاربعه للمترجم (القراءة، الكتابه، التحدث، الاستماع) بالإضافة إلي المهارة الخامسة، وهي التواصل الثقافي.
 |
المترجمه ماريان كمال خريجة اللسن إيطالي جامعة عين شمس |
و بسبب الاجراءات الإحترازية التى تفرضها السلطات الإيطالية بسبب فيروس كورونا، لم تتمكن الدكتوره أمانى فوزى حبشى - استاذ اللغة الإيطالية والمشرفة على ترجمة كتاب "نصوص من المسرح الايطالى المعاصر" - من الحضور ولكنها أرسلت كلماتها مع المترجمه ماريان كمال خريجة اللسن قسم اللغة الإيطالي، والتى أشارت فيها إلى تلك المسرحيات الحديثة المعاصره، التي قاموا بترجمتها والتى تتمحور حول مواضيع مثل الحرب في سوريا وتهجير الاقليات والاغتراب والهجره، وركزت ايضا على بعض الموضوعات الجذريه التي تعد حديثه في وقتنا الحالي، وهي تدور عن وضع المرأه في المجتمعات الإيطاليه الذي يشابه بشكل مفاجئ وضع المرأة في المجتمعات المصريه، كما تحدثت عن تلك المشاكل التي واجهاتها في الترجمه حيث كانت تكمن في صعوبة نقل الصوره لما يوازيها في مجتمعنا المصري.
وفي نهاية كلماتها ذكرت ماريان كلمات الدكتوره اماني التي تحدثت عن فكرة المشروع التي بدأتها الهيئه بمجموعة من القصص الصينيه ثم الالمانيه، وذكرت مدى إعجابها بالفكرة واشتراكها كمشرفة ومراجعة ووأوضحت كلماتها مدى شعورها بالفرحة للعمل مع مجموعة من الشباب الذين يحبون الترجمه ويعملون في تدريسها، وذكرت انه بسبب المترجمين المتميزين كان العمل سهلا، بل وثريا أيضا، و تؤكد أن ما ساعد على إتمام العمل هو التواصل الشخصي بالمؤلفين والكتاب الذين قاموا بتشجيعهم على تنفيذ الفكره بل وايضا رحبوا بها ومنحوا الهيئه حقوق النشر مجانا وفي نهاية كلماتها وجهت كلمة الشكر لجميع القائمين على المشروع.
 |
دكتور انور إبراهيم رئيس تحرير سلسة افاق عالميه |
أما الدكتور أنور إبراهيم رئيس تحرير سلسلة آفاق عالمية التى تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة - وهى السلسلة التى أتاحت الفرصة للنشر لشباب المترجمين - فقد عبر عن سعادته بالعمل مع الجميع وذكر مدى شعوره بالفخر والفرحه على أن الرساله قد وصلت لخارج القاهره اي للمترجمين في الاقاليم وقال ان بلادنا مليئه بالمواهب وهذا يحتاج جهد لاكتشاف كل نبته يمكن ان تستثمر في المستقبل وهذا دور الهيئه وأكد على اهمية اختيار النص، وقال أن أى مترجم يعمل في مجال الترجمة فأن نصف عمله يكمن في أختياره للنص، ويجب ان يكون الأختيار عن وعى كبير، وداخل في بنية البناء النهضوي للوطن، وعلي المترجم أن يكون اختياره للمضمون وليس للنص المثير، ويضع حجر في البناء الثقافي وتقدم البلد، لان المترجمين عليهم عبئ غير طبيعي ولكنهم لا يدركون مدى اهمية الترجمه في النهضه الوطنية، لان من يراجع تاريخ اوروبا كله سيجد ان الترجمه هي الأساس في تقدمها وانتقالها من حال الي حال ولابد ان المترجم يشعر إنه ذو كيان مهم، كما أكد أن المترجم هو باحث وقارئ طوال الوقت، وعليه أن يتذكر دائما أن المعنى الموجود في القاموس ليس هو المعنى المراد في الترجمة، ولكن الدلالات النفسية والثقافية هي المراد.
وأتفق أنور إبراهيم مع الدكتور محسن فرجاني على ان الترجمه ليست علم بل فن وهى جزء كبير جدا من الموهبة التى تحتاج رعاية و تدريب طوال الوقت وذكر أن المترجم هو مؤلف بمعنى الكلمة، فهو يرى روح المؤلف الأصلى ويعيد صياغتها بالشكل الملائم لابناء لغته وهذا يقودنا إلى أن المترجم يجب ان يعرف لغته الام جيدا و يجيدها وانهى كلامه بان الترجمه تحتاج قدر كبير من الحدس والبداهه.
 |
جانب من السادة الحضور لندوة "مترجمون شباب ..... تجارب واعده" |
وفي نهاية اللقاء فتح باب النقاش بين المترجمين والحضور، الذين وجدوا الفرصة للحديث عن تجاربهم في الترجمه وعبروا عن مدى سعادتهم بالمشاركه في هذه الاعمال وأنها تعتبر نقطه الإنطلاق لبعض منهم وشكروا أساتذتهم واجمعوا جميعهم على ان الترجمه هى نقل للثقافة، وتحدث البعض عن المشاكل الماديه التي اجمع عليها البعض في مجال الترجمة كمهنة فى مجتمعنا، وطالب البعض بوضع بنود للحقوق والنشر وهيئه لتراقب مؤسسات النشر حتى لا يحدث خلل.
وفي آخر اللقاء أكد الجميع على ان هذا المنتدى مهم ويجب ان يتكرر مع جذب نظر المجتمع ووسائل الإعلام إليه وخاصة ما يتعلق بالترجمة لما لها فائدة لبناء حضارة قوية معتمدة على معرفة حضارات وثقافات الشعوب الأخرى.