رحلة إلى بلاد المجد المفقود

  الاستاذ هاني فروخ مع إحدى لوحات والده وغلاف الكتاب الذى صدر حديثاً عن منشورات صنوبر بيروت


| عالم المكتبات | لبنان |

صدر هذا الأسبوع عن منشورات صنوبر بيروت كتاب "رحلة إلى بلاد المجد المفقود" للمبدع مصطفى فروخ، ذلك الفنان اللبناني الذى نقل مشاهداته في رحلة قام بها إلى بلاد الأندلس عام ١٩٣٠، بوصف شيق ورسومات رائعة قل نظيرها!

شارك في حفل إطلاق كتاب "رحلة إلى بلاد المجد المفقود" للفنان المبدع مصطفى فروخ، ابنه الاستاذ هاني فروخ الذي أغنى الجلسة بحديثه الشيق حول رحلة فروخ إلى بلاد الأندلس في ثلاثينيات القرن الماضي.

  الاستاذ هاني فروخ 

الجدير بالذكر أن هذا الإصدار الحديث هو إعادة نشر للكتاب بأسلوب مميز ورسوم استثنائية تستحق إعادة الإصدار هذه، والتي أثمرت عن كتاب أنيق جميل تضمّن 14 لوحة مائية بديعة بريشة الفنان فرّوخ بالإضافة إلى العديد من الرسومات التفصيلية بالحبر الأسود التي تخللت النص، ويذكر أن سعره في لبنان يقابل 20$.

إحدى اللوحات التي رسمها فروخ في كتابه القديم


تعتبر رحلة الفنان والرسّام اللبناني مصطفى فروخ إلى اسبانيا في صيف عام 1930م، قادمًا إليها من باريس، والتي دوّن فيها رحلته هذه ومشاهداته لبقايا وآثار الأندلس الإسلامية، والتى زار خلالها أهم مدنها التاريخية مثل قرطبة واشبيليا وغرناطة، وكان يُضمن رحلته هذه بعض الصور والرسومات التي قام برسمها بنفسه، كما ضمنها ملاحظاته عن الإسبان حينذاك، وكان بالطبع لا يخلو من معلومات تاريخية ذات قيمة سواء عن الأندلس الإسلامية، أو اسبانيا حين قام بزيارتها.

الجدير بالذكر أن الفنان مصطفى فروخ هو فنان تشيكلي وأديب لبناني، صوَّر بريشته الطبيعة اللبنانية الساحرة، ويعتبره النُّقَّاد من أهم رواد الفن اللبناني الحديث.

مصطفى فروخ

وُلِدَ مصطفى محمد صالح عبد القادر فروخ في مدينة بيروت اللبنانية بمنطقة «محلة البسطة» في عام ١٩٠٠م (على وجه الترجيح) وكان والداه أُمِّيَين لا يُجيدان القراءة والكتابة، ولكن والده كان حافظًا للأخبار والأشعار والقصص التي كثيرًا ما كان يَقُصُّ طرَفًا منها على ابنه؛ الأمر الذي أثرى خياله وبذر فيه ميولًا فنية راقية ظهرت ثمارُها خلال حياته بعد ذلك.

تلقَّى «فروخ» علومه الأولية وهو ابن الخامسة في أحد الكتاتيب البيروتية؛ حيث أخذ في حفظ القرآن الكريم ودراسه مبادئ اللغة العربية والحساب، ثم انتقل بعد ذلك إلى المدرسة الابتدائية لصاحبها «طاهر التنير» الذي بهرته مواهب فروخ الفنية فطلب منه أن يُعاوِنَه في إصدار مجلة «المصور» الأدبية ويمد صفحاتها بالصور واللوحات اللازمة.

عاد «فروخ» لاستئناف دراسته في مدرسة «دار العلوم» ثم مدرسة «الكلية العثمانية» بعد أن ترك العمل في مجلة «المصور»، ثم أخذ في تعلُّم اللغة الإيطالية ليتمكن من تحقيق حلمه في السفر إلى إيطاليا ومتابعة دروسه في كلياتها الفنية العريقة.

استطاع «فروخ» أن يضع بصمة فنية مميزة في الفن التشكيلي، بل يمكن القول إنه أسس لمدرسته الخاصة فسار على دربه الكثيرون من أبناء الوطن العربي، وقد اعتبره النُّقَّاد أحد الأربعة الكبار الذين وضعت أعمالهم أسس الفن الحديث في لبنان.

سجَّل «فروخ» بعضًا من مشواره ورحلاته لإسبانيا وفرنسا بشكل أدبي، ويبدو أن موهبته الفنية لم تقتصر على الرسم فقط، بل كان صاحب أسلوب أدبي ممتع، ولعل كتابه الصغير «رحلة إلى بلاد المجد المفقود» الذي سجل فيه مشاهداته وما وقعت عليه عيناه من آثار عربية غابرة في «قرطبة» و«إشبيلية» و«غرناطة» يُعَدُّ من أجمل ما كتب عن هذه البلاد ذات الماضي العربي التليد.

مجموعة من مؤلفات مصطفي فروخ


تُوُفِّيَ فروخ في عام ١٩٥٧م بعد صراع مُنهِك مع سرطان الدم، تاركا كتاب رحلة إلى بلاد المجد المفقود وأربع مؤلفات أخرى هى قصة إنسان من لبنان، وجوه العصر، طريقى إلى الفن.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

المشاركات الشائعة